غضب روسي من تشغيل الدرع الصاروخية الأميركية ـ الأوروبية ومناورات جورجيا
يبدأ اليوم تشغيل الدرع الصاروخية الأميركية - الأوروبية على رغم التحذيرات الروسية من أن هذا الإجراء يهدد السلام في وسط أوروبا فيما بدأ الجيش الجورجي تدريبات عسكرية تستمر أسبوعين مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما أثار رد فعل غاضب من جانب موسكو التي وصفت المناورات بأنها «خطوة مستفزة»،
يبدأ غداً تشغيل الدرع الصاروخية الأميركية الأوروبية بعد نحو عشرة أعوام من اقتراح واشنطن حماية حلف شمال الأطلسي من الصواريخ الإيرانية، على رغم من التحذيرات الروسية بأن الغرب يهدد السلام في وسط أوروبا.
ووسط توتر متزايد بين روسيا والغرب سيعلن مسؤولون أميركيون ومن الحلف تشغيل الدرع في قاعدة جوية نائية في ديفيسلو في رومانيا بعد تخطيط على مدى أعوام واستثمار بلايين الدولارات ومحاولات فاشلة لتهدئة المخاوف الروسية من احتمال استخدام الدرع ضد موسكو.
وقال مبعوث وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى الحلف روبرت بل: «لدينا الآن القدرة على حماية حلف شمال الأطلسي في أوروبا»، موضحاً للصحافيين أن «إيران ترفع قدراتها ويجب أن نسبق هذا، النظام ليس موجهاً ضد روسيا»، مضيفاً أن النظام سيسلم لقيادة الحلف قريباً.
وستبدأ الولايات المتحدة البناء في موقع ثان في بولندا الجمعة المقبل من المقرر أن يكون جاهزاً في العام 2018، ما سيوفر للحلف حماية دائمة على مدار الساعة بالإضافة إلى أجهزة الرادار والسفن الموجودة بالفعل في البحر المتوسط.
وتشعر روسيا بالغضب من استعراض القوة الذي يقوم به خصم الحرب الباردة في شرق أوروبا الذي كان يحكمه الشيوعيون سابقاً، حيث كانت موسكو تتمتع بالنفوذ ذات يوم. وتقول موسكو إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول تطويقها بالقرب من البحر الأسود ذي الأهمية الاستراتيجية الذي يوجد به أسطول بحري روسي وحيث يدرس الحلف زيادة الدوريات.
ويأتي تجهيز الدرع، بعدما ضمت روسيا منطقة القرم في العام 2014. وفي مواجهة ذلك تعزز روسيا جانبيها الغربي والجنوبي بثلاث فرق جديدة، وعلى رغم من تطمينات الولايات المتحدة يقول الكرملين إن الهدف الحقيقي للدرع الصاروخية هو تحييد الترسانة النووية لموسكو.
ويرفض المسؤولون الأميركيون وجهة النظر الروسية وينحون باللائمة على موسكو في توقف المحادثات مع الحلف في العام 2013، والتي كانت تهدف لشرح كيف ستعمل الدرع.
وتقول الولايات المتحدة إن روسيا كانت تسعى لمعاهدة تحد من قدرة ومدى الصواريخ التي تعترض الصواريخ الباليستية، وقال مستشار أميركي: «لا يمكن أن توافق أي حكومة على ذلك".
ومن جهة أخرى يشارك نحو650 جندياً من الولايات المتحدة و150 من بريطانيا و500 من جورجيا في المناورات التي أرسلت لها واشنطن فرقة آليات كاملة تشمل ثماني مركبات مشاة مقاتلة من طراز برادلي، وثماني دبابات «إم1 إيه2 أبرامز» القتالية الرئيسة للمرة الأولى. وقالت وزيرة الدفاع الجورجية تينا خيداشيلي إن التدريبات حدث مهم بالنسبة للبلاد الواقعة في إقليم جنوب القوقاز، موضحة أن «هذه واحدة من أكبر المناورات التي تستضيفها بلادنا وهذا أكبر عدد من القوات على الأرض وأكبر تركز للمعدات العسكرية». ولكن وقع خبر المناورات كان سيئاً على موسكو التي حذرت وزارة خارجيتها الأسبوع الماضي من أنها قد تزعزع استقرار المنطقة. وهذه تهمة نفاها المسؤولون الجورجيون.
وأورد بيان لوزارة الخارجية الروسية: «النشاط المتنامي للحلف الأطلسي في جورجيا استفزاز يهدف عمداً إلى زعزعة استقرار الوضع العسكري - السياسي لمنطقة القوقاز». واتهم واشنطن «بلعب لعبة تبليسي الراغبة بالانتقام«. وقال رئيس وزراء جورجيا جورجي كفيريكاشفيلي في بيان إن «هذه المناورات ليست موجهة ضد أحد. لا يوجد أثر لأي استفزاز».
وكانت روسيا ألحقت هزيمة بجورجيا في حرب قصيرة في العام 2008، ودعمت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللذين انفصلا عن جورجيا لاحقا.
وتجرى المناورات في قاعدة فازياني العسكرية قرب العاصمة تبليسي، وكانت تلك القاعدة محطة لقوات روسيا إلى أن انسحبت في مطلع العقد الماضي بموجب اتفاق أوروبي لتقليل الأسلحة. وقال الكولونيل جيفري ديكرسون المدير الأميركي للمناورات إن «أهمية هذه التدريبات تكمن في تحسين التنسيق المشترك بين جورجيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وهي تمكننا من التجهيز لمساهمة جورجيا في قوة الرد الخاصة بحلف شمال الأطلسي».
وأيدت الولايات المتحدة فكرة انضمام جورجيا مستقبلاً إلى حلف شمال الأطلسي، وهو أمر تعارضه روسيا بحزم.
المصدر: وكالات