هدوء حذر يسود عاصمة جنوب السودان والغاء احتفالات الإستقلال

السبت, 9 يوليو, 2016 - 17:00

قال شهود وعمال إغاثة إن هدوءا يشوبه توتر ساد في جوبا عاصمة جنوب السودان يوم السبت بعد يومين من معارك مسلحة بين قوات متنافسة أثارت مخاوف على عملية السلام الهشة.
وعانت أحدث دولة في أفريقيا حربا أهلية استمرت عامين. ويوم الجمعة قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن أعمال العنف الأخيرة تبرز عدم الالتزام بعملية السلام وحث زعماء البلاد على وضع حد للقتال والسيطرة على القادة العسكريين والعمل معا لتطبيق اتفاق السلام.
وبعد معارك مسلحة يومي الخميس والجمعة قال شاهد من رويترز يوم السبت إنه لا تزال هناك حواجز طرق في شوارع جوبا وحركة مكثفة لمركبات عسكرية بينما لا تزال معظم المتاجر والشركات مغلقة. وأضاف أنه شاهد جثث ثلاثة جنود على الأقل.
وقتل خمسة جنود على الأقل يوم الخميس.
وقال جيريمايا يانج وهو عامل إغاثة مع منظمة وورلد فيجن "يبدو أن الأمور هدأت قطعا عما كانت عليه الليلة الماضية لكن الوضع لا يزال متوترا للغاية."
وانزلق جنوب السودان إلى الحرب في ديسمبر كانون الأول 2013 بعد أن أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار.
وانتهى الصراع الذي شهد مواجهة عرقية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار بعد أن وقع الجانبان اتفاق سلام في أغسطس آب الماضي.
ولم يوحد كير ومشار قواتهما بعد وهو بند أساسي في الاتفاق.
وكانت المعارك المسلحة يومي الخميس والجمعة أول اندلاع كبير للعنف في جوبا منذ عاد مشار للعاصمة في أبريل نيسان بعد أن أعيد تعيينه نائبا للرئيس.
وقال يانج إن من المرجح أن يتدهور الوضع الأمني بسرعة "بسبب التوترات داخل جوبا والمناطق المحيطة بها."
الغاء احتفالات الإستقلال
وفي ذكرى مرور خمس سنوات على استقلال جنوب السودان، ليس هناك ما يستحق الاحتفال بالمناسبة. واتفاق السلام الذي يفترض ان ينهي الحرب الأهلية المدمرة لا يزال هشاً والبلاد على شفا المجاعة. وقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين منذ نهاية 2013 واندلاع الحرب الأهلية التي اجتاحت الدولة الفتية ودمرت اقتصادها، ما دفع الحكومة الى إلغاء الاحتفال للمرة الأولى.
ودعت «مجموعة الأزمات الدولية» (انترناشونال كرايزيس غروب) الدول الراعية لاتفاق السلام الى التحرك «بشكل عاجل» من أجل انقاذ الاتفاق والحيلولة من دون أن تغرق البلاد مجدداً في نزاع أوسع.
ونجمت عن الحرب الأهلية أزمة انسانية واسعة مع اضطرار مليوني شخص للهرب من قراهم. وبات حوالى خمسة ملايين أي أكثر من ثلث السكان يعتمدون تماماً على المساعدات الغذائية الطارئة.
وارتفعت أسعار البضائع والخدمات في شكل كبير منذ الاستقلال في 2011 مع بلوغ التضخم حالياً 300 في المئة وتراجع قيمة العملة بنسبة 90 في المئة هذا العام.
وبعد الحرب الأهلية الأولى (1983- 2005)، حصل جنوب السودان على استقلاله من الخرطوم في 9 تموز (يوليو) 2011 إثر استفتاء. وبعد سنتين أي في نهاية 2013، اندلعت حرب أهلية في الدولة الوليدة. وانفجر النزاع داخل الجيش الذي يشهد انقسامات سياسية واتنية يغذيها التنافس بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار.

المصدر: رويترز، أ ف ب