الإمارات تحت الرقابة الحوثية .. وروسيا تساعدها على الخروج من اليمن!

25.07.2019

الخارجية الروسية تطرح رؤيتها لحماية الممرات المائية على كل دول الممر ومنها اليمن، في محاولة لوقف الجنون الأمريكي في المنطقة الملتهبة، مع مساعي روسية  لتحييد الإمارات عسكرياً في اليمن، بعد ان طلبت الأخيرة وساطة موسكو، حيث تبدو الزيارة الرسمية لوفد أنصار الله الخارجي لموسكو ضمن هذا السياق.

 

الدخول الروسي على خط التصعيد في منطقة الخليج، يأتي للعب دور التهدئة، بالتواصل مع كافة الأطراف، لاسيما التواصل الرسمي مع سلطة الحوثيين السياسية، وهو ما تولي له جماعة الحوثي أهمية خاصة، لانه يعني عودة العلاقات وربما التحالف السياسي مع روسيا بعد مرحلة تجميد على إثر مقتل علي عبد الله صالح، ويعني كذلك اعتراف روسي بالحكومة والسلطة الحوثية.

الوساطة الروسية بين جميع  الدول (إيران، الخليج، واليمن). تجعل جماعة الحوثي هي الممثل اليمني في رؤية الحل المقترحة لأنهم مصدر التهديد على الخليج والإمارات.

وكانت هناك  تقارير إعلامية قد تحدثت عن وساطة روسية طلبتها الإمارات، لتجنيب موانئها ومطاراتها، من أي استهداف من قبل إيران وحليفها في اليمن، خاصة بعد ضرب ميناء الفجيرة، وإخراج الحوثيين للدلائل المادية على قصف مطار أبو ظبي، وهما الحدثان المتتابعان اللذان لم تعلق عليهما الإمارات او تتهم إيران بعد تفجيرات الفجيرة، وهي رغبة إمارتية لعدم التصعيد.

لذا فإن الوساطة الروسية تأتي مرافقة لهذا الرغبة الإماراتية بعدم التصعييد مع اعلانها الانسحاب من اليمن، وهو ما تراه جماعة أنصار الله الحوثية، مجرد اعادة انتشار وتموضع.

فلحد الان لم تخرج اي معدات عسكرية إماراتية من اليمن، بحسب "محمد عبد السلام" الناطق الرسمي لجماعة الحوثي، ورئيس وفدها الخارجي، الذي أكد أن معلومات الجماعة تؤكد عدم وجود انسحاب عسكري إماراتي من اليمن.

الإمارات .. اذا مازالت تحت الرقابة الحوثية، حيث ان أي تصعيد في الساحل الغربي، سيعني ان الاهداف الإماراتية أصبحت مباحة، وهذا ما تخشاه أبو ظبي، وسعت لدى روسيا للتوسط لدى جماعة انصار الله الحوثية، لعدم استهدافها مباشرة.

في الساحل الغربي تم اعلان إنهاء مهمة المراقب الاممي المشرف على تنفيذ اتفاق الحديدة بإعادة الانتشار وتسليم المواقع العسكرية، حيث تم تكريمة من قبل حكومة صنعاء على نهاية خدمته، وظهرت العلاقات ودية بين الطرفين الممثل لحكومة الحوثيين والممثل الاممي، وبدت العلاقة افضل بين الأمم المتحدة والحوثيين، بعد اعلان الأمم المتحدة ان الحوثيين نفذوا المرحلة الأولى من الاتفاق، وتم شكرهم بشكل رسمي في الأمم المتحدة.

هذا النشاط الدبلوماسي والسياسي لجماعة الحوثي، يؤكد أنها دلفت إلى مرحلة الإعتراف الدولي غير المعلن، ومن ناحية عسكرية، هي تقدم حرصها على السلام بوضع شرط وحيد، وهو الانسحاب من اليمن، وإنهاء الحرب.

جماعة الحوثي تدرك أن اي ضربة للمطارات الإماراتية ستكون قاضية لنشاط اقتصادي تجاري يقوم على العلاقات والاستثمارات الخارجية، ويحتاج للأمان والاستقرار، لذلك فإن بقاء التصعيد الإماراتي في اليمن، يضع مستقبلها على المحك، وقد يكون سببا مباشرا بإنهاء طفرة دبي والإمارات الاقتصادية الاستثمارية، كاكبر دخل اقتصادي بديل للنفط، وهذه التهدئة في اليمن وتبعاً لها تحييد الإمارت، تنعكس اجمالا  على المنطقة المشتعلة برمتها، حيث تتصاعد الازمة بين أمريكا وإيران، ويظهر الخليج كله متورطا بمستقبل حرب تدميرية جديدة، يمكن تجنبها.

الخارجية الروسية في لقائها الرسمي مع جماعة الحوثي، تقدم اعترافا بحكومة صنعاء، وكذلك تكريم خارجية صنعاء لرئيس بعثة الرقابة الأممية في الحديدة، أنها تقدم نفسها بصفتها السلطة المسؤولة عن ممر الملاحة في البحر الاحمر، والعالم يتعامل معها على هذا الأساس، فهذه ليست الزيارة الأولى لروسيا، وهذا يعني ان جزء من رؤية روسيا للحل هو الاعتراف بسلطة أنصار الله وحكومتها في صنعاء.

أنصار الله كانت رؤيتهم  واضحه في حديثهم عن انسحاب الإمارت، ولم تعطي وعدا بعدم الهجوم، وربطت عدم الرد اليمني - الحوثي على الإمارات بعدم تصعيد الامارات في اليمن.

"الوساطة" الروسية ان صح لنا تسميتها كذلك، أو بالاصح الرؤية الروسية، عملت على توضيح وجهة نظر الإمارات وبعض الدول المشاركة في التحالف السعودي كمصر، والتي يبدو انها غيرت موقفها كليا، وكان لروسيا الدور الأكبر في دعم عدم بقاء تحالف عسكري قوي مع السعودية في حربها على اليمن، لذلك بانسحاب الإمارت وتحييد بقية دول التحالف، فان هذا التحالف السعودي يكون قد انتهى، غير انه بالنسبة لسلطة الامر الواقع الحوثية في صنعاء لا يعتبر منتهيا حتى يتم انسحاب اخر آلية عسكرية، وانهاء اخر غارة جوية، وإلا فالحوثييون مازلوا يملكون حق الرد.